كشفت تقارير صحافية إسبانية، سر التحول المفاجئ في موقف المدرب الشهير زين الدين زيدان، من تدريب باريس سان جيرمان، بالتوصل إلى اتفاق مبدئي مع الرئيس ناصر الخليفي، عكس ما كان يتردد في الأسابيع القليلة الماضية، حول صعوبة موافقته على خلافة الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو في "حديقة الأمراء".

وكان الاعتقاد السائد بالنسبة للإعلام المدريدي، أن الأسطورة الجزائري الأصل، سيبقى على موقفه المطاطي مع مسؤولي "بي إس جي"، والأمر لا يتعلق بالانتماء لريال مدريد وحرصه على مشاعر جماهير الكيان الأبيض فحسب، بل أيضا لتجنب استفزاز جماهير ناديه الأصلي مارسيليا -الغريم التقليدي للفريق الباريسي- قبل أن تتبدل الرواية في نهاية الأسبوع الماضي، في ردود الأفعال على رسالة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لزيزو.

وطلب الرئيس المنتشي بولايته الثانية، من أيقونة فرنسا، إثراء الدوري المحلي بأفكاره وإبداعاته، تحت شعار "من أجل تألق فرنسا"، فيما تم تفسيره على نطاق واسع، ببداية حملة الضغط السياسية على زيدان، لإقناعه بتولي القيادة الفينة للعملاق الباريسي، ليأخذ المشروع الضخم إلى الخطوة التالية، بكسر عقدة كأس دوري أبطال أوروبا، التي يبحث عنها النادي منذ وصول الإدارة القطرية بداية العقد الماضي.

وفي آخر تحديث لرواية زيدان وباريس سان جيرمان، نقل موقع "Goal" العالمي عن مصدر إسباني، أن الأيام القليلة الماضية، شهدت مفاوضات مكثفة بين وسطاء رئيس رابطة الأندية الأوروبية وبين ممثلي زيدان، انتهت بتوصل الطرفين إلى اتفاق مبدئي، بموجبه ستحقق رغبة الملايين في عاصمة الضوء، بتولي زيزو سُدّة القيادة الفنية في "حديقة الأمراء" بعقد مدته ثلاث سنوات.

ووفقا لنفس المصادر، فإن التفاصيل البسيطة في الاتفاق، ساهمت في إذابة جبل الجليد بين المسؤولين ووكلاء المدرب الخمسيني، أبرزها ما وُصف “البند السحري”، الذي سيسمح لزيدان بالتوفيق بين منصبه في الدفة الفنية لفريق العالم، وبين تحقيق حلمه بقيادة المنتخب الفرنسي، حال تلقى عرضا رسميا لخلافة زميل الملاعب ديديه ديشامب بعد المشاركة في مونديال قطر 2022.

وفي الختام، أكد التقرير بشكل لا لبس فيه، أن الاتفاق تم بالفعل بعد سلسلة من المباحثات، بدأت باجتماع "جس النبض" أثناء وجود زيدان في باريس لتشجيع ريال مدريد أمام ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا، بينما كان الاجتماع الثاني الحاسم في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، والآن لا يتبقى سوى إعلان إقالة "البوش" وتعيين زيزو قبل نهاية يونيو الجاري.

ومعروف أن زيدان لا يمارس مهنة التدريب منذ عام، تحديدا منذ أن بادر بتقديم استقالته من تدريب الميرينغي، عقب نهاية حملة 2020-2021 الصفرية، التي خرج منها الملكي بلا ألقاب للمرة الأولى منذ عقد من الزمان، وخلال هذه الفترة، تلقى أكثر من عرض لا يقاوم، أهمهم عرض قيادة مانشستر يونايتد بعد الإطاحة بالنرويجي أولي غونار سولشاير، وآخر من ناديه الأسبق يوفنتوس، لكنه رفض حتى الاستماع للعروض، وذلك لرغبته في تدريب المنتخب الفرنسي في فترة ما بعد ديشامب.