انطلق العد العكسي للديربي رقم 130 عن الدورة 25 لمرحلة إياب بطولة القسم الوطني الإحترافي الأول للموسم الرياضي 2021، ذلك أن العد العكسي لهذا اللقاء الكلاسيكي له قيمته المعنوية والنفسية بين المعسكرين "وداد الأمة/رجاء الشعب"، فالحديث عن هذا الصدام الرياضي يستفرد باهتمامات فصيلي المكانة و فريميجة، مقتحما حميمية العلاقات العائلية، ومتداخلا في المعيش اليومي لساكنة الدار البيضاء التي لا تتنفس إلا بهواء الكرة، وأخص بالذكر "الديربي الموعود.. داخله مفقود.. وخارجه مولود"، ذلك أن مخلفاته جد مؤثرة على طرفي المواجهة البيضاوية، التي حكمت على كازابلانكا بالانقسام الثنائي  "الأخضر/الأحمر".

ولكن، فمحطة الديربي الكلاسيكي الوطني القادمة تختلف هذا الموسم عن سابقيه، لعدة اعتبارات أهمها الموقع الترتيبي المتشابك بثلاثة نقط بينهما، والذي يجعل المنافسة بينهما ضارية إلى أبعد الحدود لكسب الريادة لكسب الريادة البيضاوية، فرغم أنهما قد ظمنا المشاركة في النسخة 58 لكأس عصبة الأبطال الإفريقية للموسم القادم : 2021/2020، لهروبهما عن المرتبة الثالثة  - الجيش الملكي - بعشرة نقط، إلا أن هناك خلفيات سابقة تحكم الديربي الكلاسيكي، فالوداد لا يريد أن يكون هذا الموسم بالنسبة إليه سلبيا على الصعيد الوطني، وهو الذي ودع المنافسة الإفريقية في نصف نهائي كأس عصبة الأبطال الإفريقية، فيما يسعى الرجاء إلى رد دين هزيمة الذهاب، والظاهر أن النسور الخضر يهيئون مقلبا للفرسان الحمر لتقليص الفارق التنقيطي للقفز على قمة الهرم الترتيبي.

ويعتقد الرجاويين والوداديين أن وضعية مشاركاتهما في كأس العصبة و كأس الكاف قد أرخت بظلالها على المواجهة وهذا خطأ كبير، لأن للديربي  خصائص استثنائية،  ويظل دائما خارج كل الحسابات، حتى وانهما يسيران جنبا الجنب على المستوى الترتيبي، فالوداد يعتبر ربان القاطرة الترتيبية، والرجاء يلعب دور النسر المراقب، بل ويتحين فرصة عثرة ودادية للانقضاض على الصدارة، لذا فالمواجهة البيضاوي الوطنية ستجرى على صفيح ساخن، فريقان بأكثر عدد من الإنتصارات وأقل رقما في الهزائم، إضافة إلى توفريهما على أقوى هجوم واصلب دفاع، ما سيضع المباراة على صفيح ساخن، كما ستحضى بالمنافسة الثنائية بين هدافي البطولة الوطنية، الرجاوي بين مالانغو بـ 14 هدفا، والودادي أيوب الكعبي بـ 12 هدفا، ومن شأن هذه الخاصية أن يتمتع الجمهور الكروي بمتابعة صراعين داخل بوتقة المباراة.

لقد شاءت الأقدار أن تكون الإحصائيات الرقمية معيارا لقوة هذا الطرف عن الاخر، ذلك أن الجرد التاريخي بينهما على امتداد 64 سنة. أكدت بالملموس تفوق النسور الخضر ب 36 انتصار مقابل 31 للفرسان الحمر، فيما حصلا على التعادل في 62 مباراة، وليتكرر الإمتياز الرقمي للأخضر بتسجيل 109 هدفا مقابل 101 لغريمه الأحمر.

والخلاصة! فقد صرح لسعد جردة الشابي مدرب النسور الخضراء، على أن المباراة ستجرى بعقلية محترفة، وستحسم بجزئيات بسيطة، وأي خطأ من هذا الطرف أو الآخر،  ستكون عواقبه كارثية، لقد حذرت أولادي من السقوط في المحضور، أتمنى الفوز للرجاء، حتى نعبد الطريق لنهائيات كأسي محمد السادس للأندية العربية والكونفدرالية الإفريقية. أما فوزي البنزرتي مدرب الوداد البيضاوي فقد أدلى بالقول، على أن المباراة ستكون صعبة للغاية، في ظل الظروف الحالية، ذلك أن خروج الوداد من المنافسة الإفريقية قد احبط المعنويات، وبحول الله سنسعى إلى عدم ضياع لقبي البطولة الوطنية وكأس العرش، أتمنى أن نحقق فوزا للهروب عن الوصيف الرجاوي، وبطبيعة الحال فالحذر سيغلب على مجريات المباراة، التي ستكون شيقة للغاية. وحظ سعيد للوداد مرة ثانية.

اربطوا أحزمتكم فالديربي على الأبواب!..