أغلب من تابع مباراة الرجاء وبيراميدز المصري خرج بانطباع ليس جديدا، وهو أن أنس الزنيتي حارس كبير.. الزنيتي ليس اكتشاف اليوم أو الأمس، فابن فاس كان كبيرا في نادي العاصمة العلمية وظل كذلك وهو يحمل ألوان العسكر، واستمر كبيرا في مرماه عندما اختار التحليق مع النسور.

تلك قصة الكل يعرفها، لكن مباراة الأمس أمام فريق مصري تغير كثيرا منذ نشأته الحديثة، مع كتيبة من اللاعبين حملوا قمصان الأهلي والزمالك والمنتخب المصري، أثبتت أن الرجاء لعب أمام خصمه بزيادة عددية رجحت كفته طيلة التسعين دقيقة وفي ضربات الجزاء الترجيحية.

كيف ذلك؟ عندما تملك حارسا بمقومات لاعب جيد مثل أنس، فذلك يجعل عملية الضغط العالي التي يمارسها الخصوم بلا جدوى، حارس بمهارات لاعب دفاع متمرس يخرج الكرة تحت الضغط دون أن يضطر لتشتيتها إلا نادرا. وهو الأمر الذي حاول لاعبو بيراميدز أمس تطبيقه بالضغط العالي على خط وسط الرجاء ودفاعه، لكن أنس كان في مرات كثيرة اللاعب الخامس في خط الدفاع، تعاد له الكرات لبناء جديد للهجمات، ومع مرور الدقائق فطن لاعبو بيراميدز للأمر فتوقفوا عن الركض باتجاه أنس الذي يمنح للدفاع الأخضر دائما مساحات من الحلول والخيارات وقدرا هائلا من الثقة والأمان، فعندما لا يجد المدافع مساحة للتمرير الطولي (الإيجابي) ويعجز عن إخراج الكرة بالشكل المناسب فإن أنس يكون جاهزا للاستلام والتسليم وبدقة لاعب وسط خبير.

أما أنس حارس المرمى وقائد الفريق ووحش ضربات الجزاء فتلك وقائع تحفظها الذاكرة، فحارس المرمى وظيفة لا تحدها جغرافيا منطقة الجزاء بل تمتد عبر الملعب إلى غرفة الملابس والمدرجات وحصص التداريب، هي تفاصيل مهمة  تصنف أنس الزنيتي من بين الأفضل في تاريخ الرجاء والبطولة الوطنية.