من كتاب" صفحات من تاريخ الرياضة المغربية.. نساء من ذهب" للزميل بلبودالي
 

فارقت الحياة وفي حلقها غصة ألم حول أوضاع المرأة المغربية الرياضية، بكتها زميلاتها الرياضيات بحرقة، وودعنها بألم ووجع، وكلما ذكر اسمها، إلا وتأسفت النساء الرياضيات على فقدان أحد أهم الأصوات المناضلة والمكافحة في مجال حقوق المرأة الرياضية.

سميرة الزاولي، لا يمكن الحديث عن الرياضة النسوية في المغرب دون استحضار اسمها أو دون تسليط الضوء على أدوارها في سجل النهوض بأوضاع المرأة  الرياضية المغربية.

في لجنة المرأة التي كانت تنتمي أواخر 2008 للجنة الوطنية الأولمبية، يشهد لها الجميع كيف كانت متحمسة مجتهدة مبادرة في العمل وفي الاشتغال ولو كان على حساب صحتها وعلى حساب وظيفتها التي فقدتها بسبب انهماكها الكامل بالمجال الرياضي.

ورثت عشق الرياضة وكرة القدم بالتحديد من والدها الراحل العربي الزاولي، أحبت كرة القدم وفريق الاتحاد البيضاوي الذي ارتبط اسمه بوالدها الراحل العربي الزاولي،وظلت ،كما كانت ووالدها على قيد الحياة، مخلصة ووفية لخدمة فريق الحي المحمدي، بل لم تتردد يوم تراجع الجميع عن قيادته في أن تتقدم لمنصب الرئاسة وتنال ثقة الجميع لكي تصبح أول امرأة في تاريخ المغرب تترأس فريقا لكرة القدم رجال.

اشتغلت الراحلة سميرة الزاولي في قطاع التعليم في الفترة الممتدة من 1981 إلى 2003. حصلت على بطاقة الانخراط في فريق الاتحاد البيضاوي سنة 1988، وولجت ميدان التسير سنة 1992 كعضو في المكتب المسير للاتحاد البيضاوي لكرة القدم النسوية. ثلاث سنوات بعد ذلك ستلتحق بالاتحاد البيضاوي رجال كعضو في المكتب المسير.

وفي 1998، ستحظى بثقة مكونات فريق الطاس لتصبح رئيسة للمكتب المسير للفريق النسوي، وتشرف على تسييره إلى غاية عام 2015. بل وستزاوج بين مهمتين هامتين وفي نفس الوقت،إذ بموازاة شغلها لمنصب رئيسة الفريق النسوي في الاتحاد البيضاوي، ستحظى كذلك بثقة الفريق لترأس الفريق للرجال وكان ذلك سنة 2003.

ولكفاءتها وثقافتها الرياضية،سيتم إلحاقها بلجنة كرة القدم النسوية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وذلك في الفترة من 2011 إلى 2012. وفي 2002، انضمت للجنة المرأة والرياضة باللجنة الوطنية الأولمبية.

شكلت سميرة الزوالي علامة بارزة في المشهد الرياضي الوطني، وذلك على امتداد عشرات السنين .نشأت و تربت على حب الرياضة وكرة القدم، تحملت مسؤولية رئاسة “الطاس” في ظروف صعبة، كما أشرفت على تسيير فريق كرة القدم النسوية بنفس النادي،وكما كان الأمر بالنسبة لوالدها العربي الزاولي،فقد ضحت سمير بحياتها الخاصة ولم تلتفت إلى استغلال كل الفرص التي أتيحت لها من أجل تحسين أوضاعها الاجتماعية، مفضلة التطوع في خدمة الرياضة المغربية وفي خدمة فريقها الروحي الاتحاد البيضاوي.

ويذكر في هذا السياق، أنها فقدت وظيفتها بسلك التعليم وفشلت في استعادة وظيفة كانت تؤمن لها مصدر رزق ومصدر تمويل معيشة أسرتها، ولم تفلح كل محاولاتها في ذلك وتنكر لها الجميع ولم يشفع لها ما قدمته لفائدة الرياضة الوطنية..
ظروف قاسية مرت بسميرة الزاولي جعلها تتعرض  لمرض مفاجئ،  تجرعت آلامه وعانت من تداعياته  إلى أن وافتها المنية عن سن 54 سنة.

رحلت سميرة ولم تترك لبناتها إرثا يحتمين به من متاعب الحياة..رحلت ولم تترك سوى حب الرياضة وعشق فريق "الطاس" .

سيظل التاريخ الرياضي المغربي يذكر سميرة الزاولي كأول امرأة مغربية تشرف على رئاسة فريق لكرة القدم رجال، وكواحدة من النساء اللواتي كافحن وناضلن من أجل حقوق المرأة الرياضية المغربية.