بعد سنوات من التنافس القوي في الملاعب الإنجليزية، قد ينتهي المطاف بفخرَي العرب، المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز، بتجديد المنافسة بينهما في دوري عالمي يُقام بأرض عربية، ويتعلق الأمر بالمشروع الجديد للدوري السعودي للمحترفين.
ويستند المشروع السعودي إلى عوامل مهمة متنوعة؛ منها ما يخص البنيات التحتية، ومنها ما يرتبط بإخراج الصورة النهائية للمنتج، ومنها بالطبع ما يتعلق باستقدام النجوم العالميين.
لقد اعتادت الأندية السعودية منذ أعوام طويلة مضت أن تستقدم أسماء عالمية، من لاعبين ومدربين وحكام، لكن الأمور تطورت كثيرًا في المشروع الجديد للدوري السعودي؛ الذي بات قبلة حقيقية لأفضل اللاعبين حول العالم.
وصل البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النصر السعودي خلال سوق الانتقالات الشتوية الماضية، ومنذ ذلك الوقت، أظهرت الأندية السعودية قدرة لافتة على تعزيز بطولتها المحلية بأسماء أخرى "لا تُصدَّق"؛ على غرار الفرنسيَين كريم بنزيما ونغولو كانتي، والبرازيليَين روبرتو فيرمينو وفابينيو، والسنغالي ساديو ماني، والصربي سيرغي ميلينكوفيتش سافيتش، وبالطبع النجم الجزائري رياض محرز، الذي غادر بطل أوروبا مانشستر سيتي من أجل الانضمام إلى أهلي جدة.
ومن المُقرر أن تُغلَق نافذة الانتقالات الصيفية بالدوري السعودي يوم 20 سبتمبر القادم، وحتى ذلك الموعد، ستواصل الأندية السعودية العمل من أجل تعزيز صفوفها بمزيد من الانتدابات العالمية.
وشهد اليومان الماضيان حسم نادي الهلال صفقة تعاقده مع المهاجم البرازيلي نيمار جونيور دا سيلفا، مع توقعات بإعلان الصفقة رسميًا خلال الساعات القادمة، كما استشرت تقارير مؤخرًا عن رغبة اتحاد جدة في التوقيع مع محمد صلاح، وحسب ما ذكرته شبكة "الكأس" القطرية، فإن صلاح وافق فعليًا على الانتقال إلى دوري روشن.
ويعني ذلك أن صلاح قد يعود منافسًا لمحرز، في الدوري السعودي، بعد سنوات من تنافس النجمَين العربيَين بالملاعب الإنجليزية؛ وتحديدًا منذ انتقال صلاح إلى ليفربول صيف 2017.
وتزامنت بداية صلاح برفقة ليفربول مع وجود محرز في ليستر سيتي، قبل أن يستقر "محارب الصحراء" في مانشستر سيتي لمدة 5 مواسم متتالية.
وخلال تلك الفترة، تُوّج صلاح بكل الألقاب الممكنة مع ليفربول، والأمر نفسه تقريبًا مع محرز في مانشستر سيتي، ومع استمرار توهج اللاعبَين، أصبح من المألوف للغاية أن يتساءل المشجعون العرب عن هوية الأفضل بينهما، كما تساءل عالم كرة القدم لسنوات عن هوية الأفضل بين ميسي ورونالدو، ولعقودٍ خلت عن الأفضل: بيليه أو مارادونا؟.
أرقام صلاح ومحرز في أوروبا
إحصائيًا، خاض صلاح أكثر من 300 مباراة مع ليفربول، مُسجلًا 186 هدفًا، فيما خاض محرز 236 مباراة مع مانشستر سيتي، مُسجلًا 78 هدفًا، و179 مباراة بقميص ليستر سيتي، مُسجلًا 48 هدفًا.
وحطّم صلاح الكثير من الأرقام القياسية في مغامرته الناجحة مع ليفربول، وعلى رأس هذه الأرقام أن "الملك المصري" أصبح الهداف التاريخي للريدز في مسابقتي الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، كما يحتل "مو" المركز الخامس على سلم الهدافين التاريخيين للنادي بمختلف البطولات.
في المقابل، أصبح محرز اللاعب الأفريقي الأكثر تتويجًا بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز (5 مرات)؛ بواقع مرة واحدة مع ليستر، و4 مرات بصحبة مانشستر سيتي، وحسب مؤرخين، فإن دور محرز الجوهري في تتويج ليستر بكأس البريميرليغ موسم 2015-16 يُصنَّف ضمن أبرز الإسهامات الفردية للاعب في تاريخ كرة القدم ككل.
وبالتأكيد، سيعني وصول صلاح "المُحتمل" إلى نادي الاتحاد أن صراع أبرز نجمَين عربيَين في كرة القدم بالألفية الجديدة قد انتقل من المملكة المتحدة إلى المملكة السعودية، وتحديدًا إلى مدينة جدة.